ورث المخترع السوري نزار جديد ولعه بالتجارب الكيميائية والفيزيائية عن أساتذته في مراحله الدراسية الأولى، إذ إن التفاعل الأخلاقي لهؤلاء أنتج عقلا تجريبيا التصق في وجدان الطالب اليافع
فبدأ صغيراً خوض غمار التجربة، مبادرا عبر محاولاته المتكررة إلى اختبار عالم المواد الكيميائية وإجراء التجارب المختلفة وابتداع دارات لاسلكية، عله يحظى بإرواء شغفه الطفولي إلى شيء ما ينتج عن تلك التفاعلات.. خرج الشاب جديد من قريته «الحفة» في اللاذقية إلى جامعة المحافظة الجارة «حلب» ليدرس الطب البشري، وقبل أن يكمل دراسته هناك، أوفد إلى جمهورية كوريا الديمقراطية لدراسة الهندسة الميكانيكية، مدينا بهذا التغير الكبير في حياته إلى محدودية القدرة التي يتشارك فيها جميع طلبة الريف السوري إزاء تأمين القدرة على سد مصاريف التعليم أولا، والحياة من بعدها ثانيا..
عاد نزار جديد من كوريا الديمقراطية مهندسا متخصصا في تكنولوجيا طباعة من جامعة «كيم تشك»، لتبدأ حياته المهنية فوراً متنقلا خلالها بين مناصب عدة في قطاعات الدولة، ليستقر في النهاية مديرا عاماً للمطبعة والجريدة الرسمية، كما عمل محاضراً في جامعة دمشق- قسم الإعلام، كما ألف كتاب «تقنيات الطباعة»، لكن تواصله العميق مع تخصصه برز خلال إيفاداته المتكررة إلى العديد من الدول كبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ليشارك في الإشراف على صناعة ورق الطباعة بمواصفاته العامة والخاصة.
يقول المخترع جديد: إن الميزات التي تتمتع بها مادة «الستيربور- الفلين» بما في ذلك استخدامها في حفظ وتغليف الأجهزة والمعدات إضافة لاستعمالها في حفظ الخضار والفواكه، كانت محركا لأفكاره نحو الاستفادة من نفاياتها وتدويرها لإنتاج مواد جديدة، مضيفاً: إن الجدوى الاقتصادية تعد عاملا حاسما في قضايا البيئة كما في غيرها.. وبالفعل عملت على هذه الفكرة لتخليص البيئة من تلك النفايات التي ترمى بعد استهلاكها في الحارات والأسواق بشكل مؤذ للبيئة لكونها مواد شبه بلاستيكية.
حرفيو الدهان مصدر الفكرة!
يقول جديد: خطرت لي الفكرة في منتصف التسعينيات، فمن خلال معرفتي بعمل الدهانين لاحظت أنهم يقومون بتذويب الستيربور «الفلين» بالبنزين ليصبح عجينة يغلقون بها الفتحات الموجودة في الجدران، ففكرت في أنه من الممكن أن أستفيد من هذه المادة في مجال الطباعة، وعلى ذلك بدأت بتذويب الستيربور بالبنزين وحصلت على عجينة متجانسة أخضعتها للتجارب على مدة سنوات طويلة استخدمت خلالها مذيبات أخرى إلى أن حصلت على «السائل الستيربوري» المفيد للسلفنة.
13 نموذجاً صناعياً!
ومن خلال تجاربي الطويلة على الستيريور، يستطرد جديد، حصلت على 13 نموذجاً يمكن الاستفادة منها في مختلف العمليات الصناعية، فمنها ما يصلح لتغليف أسطح الكتب والمجلات وذلك من خلال طلاء السائل بوساطة رولات تحبير على السطح المطبوع والكرتون، إضافة إلى تغليف البطاريات من خلال غمرها بالسائل، كما يمكن طلاء الخشب وبخ المعدن بالسائل لإكسابهما اللمعان وعزلهما عن الرطوبة، بالإضافة إلى إمكانية مزجه مع بعض المواد النفطية لعزل الجدران عن الرطوبة وبالتالي عزل أسطح وجدران السفن من الماء، أو تحويله على شكل صفائح ألياف لاستخدامه في أعمال العزل التام للبرودة والحرارة لحافظات المياه الباردة والساخنة، إضافة لأعمال الديكورات والأعمال الفنية والطباعة النافرة، كما تمكنت من تحويلها إلى معجون لصناعة شبيه السيراميك والخزف الصناعي والفسيفساء والبورسلان إضافة إلى أنه أمكن تحويلها إلى مواد ملونة لتلوين السيراميك بألوان مختلفة وتحويلها إلى أحبار لطباعة القماش والطباعة على الجلود والزجاج والمعدن والبلاستيك.
الماراتون السوري!!
يقول جديد إن سعيه إلى نشر ابتكاره أوصله إلى عرض نتائجه على وزير الدولة لشؤون التقانة الأسبق الدكتور إحسان شريتح ليرفعها إلى مركز البحوث العلمية، قبل أن يتوجه إلى مديرية حقوق المؤلف لتسجيل الاختراع وحمايته كفكرة.
ويضيف جديد: تقدمت بالفكرة إلى وزارة المالية فقام وزير المالية محمد الحسين بتوجيه كتاب إلى وزارة الصناعة ومنها تحول إلى مركز البحوث والاختبارات الصناعية، وكان ردهم سلبياً على البحث لأنهم ظنوا أن الفكرة هي مجرد إعادة تدوير لمادة الستيربور وهذا الأمر يتم في معامل سيرونكس؟!.. ومن بعدها توجهت لوزارة الاقتصاد التي طلبت مني أن أقوم بتسجيل الاختراع في دائرة الاختراعات، وبالفعل وجدت الكثير من التجاوب من جهة الدائرة وأعلموني من فترة قريبة أنه يجب علي أن أتقدم بطلب لبراءة اختراع لكل بحث بحد ذاته لكون كل منتج حصلت عليه من بحوثي على الستيربور يعتبر اختراعاً وحده.
وهنا أعدت صياغة المفردات التي استخدمتها في طلبي مركزا بشكل أكبر على اللغة العلمية الهادفة إلى إنتاج الشعيرات الضوئية الداخلة في تصنيع الورق الأمني والاقتصادي «العملة– أوراق جوازات السفر- الشيكات المصرفية وغيرها..»، وبالفعل: تقدمت حالياً بطلب للحصول على براءة اختراع برقم «7810» المسجل لدى دائرة الاختراعات في وزارة الاقتصاد تحت عنوان «تدوير نفايات الستيربور والاستفادة منها في إنتاج الشعيرات الضوئية للورق الأمني والاقتصادي»، وعند ذاك، قامت دائرة الاختراعات بمسح عالمي لمعرفة إن كان هناك بحث مماثل، وتوصلت إلى أنه الأول من نوعه.
ويحفظ جديد التشجيع الذي حظي به من الهيئة العامة للبحث العلمي، وتوجيهها بضرورة الاستمرار حتى المراحل النهائية، لكنه لا يزال مفعما بالأمل بأن تقوم الحكومة بتبنيه تبعا لما لاختراعه من خصوصية تفترض الاحتفاظ به بين يديها.
ومادة الشغيرات الضوئية، يضيف جديد، لا يمكن تطبيقها وإنتاجها في سورية لكونها تحتاج إلى معامل متخصصة في تصنيع الورق ليست موجودة إلا بالدول الدول المتقدمة التي تستحوذ صناعة هذا الورق الأمني ضمن المواصفات التي نطلبها، وبذلك يكون ورقنا الأمني مصنعاً بشعيرات ضوئية مصدرها هذه المعامل.
ويرى جديد أنه في حالة تمكننا من تصنيع هذه الشعيرات محليا، نكون قد حصلنا على ورق أمني حصري وخاص بنا لكون الشعيرات الضوئية الداخلة في تركيبه هي من إنتاجنا، وبذلك نصل إلى درجة عالية من القدرة على منع تزوير هذا الورق، ما يعني بأننا يمكن أن نحصل على ورق أمني سوري خاص.
جدوى هائلة
يقول المخترع جديد: في إحدى زياراتي لأحد معامل الورق في بريطانيا، وخلال تجوالي في أقسامه الخاصة بصناعة الشغيرات، قال لي الخبراء البريطانيون بأن سعر الكيلو غرام الواحد من هذه الشعيرات الضوئية المصنعة لديهم يباع لشركات الورق الأمني بحدود 15 ألف دولار أميركي، على حين يمكنني الجزم بأن نتائج بحثي تبرهن على أنه يمكننا صنعها بشكل منافس فنيا أولا، وبأسعار أقل بما لا يقاس ثانيا، ما يوفر الكثير من الأموال على خزينة الدولة، كما يمكن له أن يحقق مكاسب على المستوى التصديري..
» لا تبتسم اضحك
» فديو مضخك مقلب
» فدبو مضحك احلا كف
» فدبو مضحك احلا كف
» نزار جديد يحقق 13 نموذجاً صناعياً قابلاً للاستثمار من مخلفات الستيربور...الأوراق الأمنية بإضافات ابتكارية محلية
» 147 شركة و313 خبيراً في معرض التقنيات المتقدمة الإيرانية
» مجموعة من صور الموبايل
» أجمل صور القدموسسسسس