سنة مرت.. ماذا أقول؟
قاسية..؟ رقيقة هذه الكلمة أمام فراقه.
باردة..؟ وما أدفأها أمام جليد أحاطني، نطقت به كل زاوية من زوايا بيته تبكي دعامتها التي رحلت.
غريب هو الإنسان، يرحل وتبقى أشياؤه لنتشبث بها حيناً، ورجاؤنا أن تعيد ذكرى غالية، ونشيح عنها حيناً آخر ألماً ورأفة بقلوبنا.
يقولون إن جرح فقدان الأحبة يخف مع الزمن! هي صيغة أخرى لألم نخفيه عن أعين الآخرين، يغوص في أعماق النفس، يدخل إلى عوالم بعيدة ليظهر في لحظة، أكانت فرحا أم حزناً، أو يفاجئك بإطلالته ليرافقك في منعطف ما من حياتك. هو حي ولكن بطريقة مختلفة قد تكون أكثر عمقاً ولو أننا نتوهم أنها أقل إيلاماً.
أبي إنها المرة الأولى التي أخاطبك فيها بصوت عال، وهي المرة.. لا أعرف عددها، التي أناجيك فيها، فمعك أنتقل من محطة إلى أخرى لا تعترف بزمن ولا بصوت عجلات قطار يحاول أن يذكّرني بأنه توقف في محطة ما ليتابع طريقه من دونك، لا يعرف أن ما حمّلته لي زادا كبيراً يكفي لمحطات عمري كلها، تركك ومضى ولم يدرك أن من تركتهم حولي فيهم الكثير منك.
إخوتي وفيهم عبق دفئك وفيض حنانك.
أحفادك... وأكبرهم وهو يجول تارة بين أشيائك وأخرى مع ذكرياته المحببة معك وفي كل مرة تسبق جولته، تساؤله «خالتي هل تذكرين..؟»، وأنّى للنسيان أن يتجرأ ليمس أغلى ذكرياتي.
وأرى ضحكتك تدندن في أذني على فم صغيرهم، يقلدك ببراءة الأطفال ودلالهم، وبلكنته المحببة وهو يصرخ بأعلى صوته وعيونه إلى السماء، «مكان وجودك»، آملاً أن يصلك صوته «جدو وجيه اشتقتلك كتير».
وأحسست بمحبتك تتخايل على خطوط ملونة، مشرقة، سطرتها يد حفيدك على لوحة أرفقها برسالة، «منحبك جدو وجيه»، وبعبث سنواته الست، يدور بيننا ناشداً المساعدة ليضعها على نعشك دون أن يبعدها الهواء، وسؤال خافت بعدها يحمل كل الثقة، «بيكون جدو وجيه شافها وقراها».
وعلى وجه أصغرهم رأيت شوق انتظارك له دون أن يمهلك الزمن أن تراه، واسمه «علي» الذي اخترته له، وفيه الكثير من تمنياتك أن يحمل بعضاً من صفات صاحبه العظيم.
أبي.. هل تدري كم مرة استحضرت فيها ذكرياتي معك؟ كم هي عزيزة وغالية. وهل تدري أنه في كل مرة كنت أراها بشكل مختلف؟ ومع الأيام لم تعد مجرد أحداث مرت وإنما مفاتيح لأمور أدركتها الآن بطريقة مختلفة.
معها أدركت أن تفانيك في خدمة الآخرين، في التعاطي مع مشاكلهم، إحساسك المرهف بآلامهم كان ثمناً لذكرى طيبة لن يمحوها الزمن. وأدركت أن صبرك وجهدك الطويل لإنجاز ما تركته لنا من علم ومعرفة هو الذي سيبقى على مر الأيام.
أدركت أنني وحولي الكثير ممن أحبوك، من عائلتك وأصدقائك وكل من عرفك في حياتك سواء شخصيا أم من خلال كتبك، سنظل ننشد عبق ذكراك، وعلى أعتاب إرثك الثقافي سيقف الكثير ممن سيطرق الباب ناشداً المعرفة أو العون لتكملة طريق طويلة في البحث عنها.
وبعيداً عن الجميع، ستبقى لي مساحة خاصة ولو ضيقة، مساحة لابنة ستبقى العمر كله تناجي أباها لتقول له، وفي كل مرة، كم تحبه، ليس فقط كابنة تحب أباها، وما أكبره من حب، ولكن كإنسانة واعية تشكر مقدارها أنها كانت من صلبه.
قاسية..؟ رقيقة هذه الكلمة أمام فراقه.
باردة..؟ وما أدفأها أمام جليد أحاطني، نطقت به كل زاوية من زوايا بيته تبكي دعامتها التي رحلت.
غريب هو الإنسان، يرحل وتبقى أشياؤه لنتشبث بها حيناً، ورجاؤنا أن تعيد ذكرى غالية، ونشيح عنها حيناً آخر ألماً ورأفة بقلوبنا.
يقولون إن جرح فقدان الأحبة يخف مع الزمن! هي صيغة أخرى لألم نخفيه عن أعين الآخرين، يغوص في أعماق النفس، يدخل إلى عوالم بعيدة ليظهر في لحظة، أكانت فرحا أم حزناً، أو يفاجئك بإطلالته ليرافقك في منعطف ما من حياتك. هو حي ولكن بطريقة مختلفة قد تكون أكثر عمقاً ولو أننا نتوهم أنها أقل إيلاماً.
أبي إنها المرة الأولى التي أخاطبك فيها بصوت عال، وهي المرة.. لا أعرف عددها، التي أناجيك فيها، فمعك أنتقل من محطة إلى أخرى لا تعترف بزمن ولا بصوت عجلات قطار يحاول أن يذكّرني بأنه توقف في محطة ما ليتابع طريقه من دونك، لا يعرف أن ما حمّلته لي زادا كبيراً يكفي لمحطات عمري كلها، تركك ومضى ولم يدرك أن من تركتهم حولي فيهم الكثير منك.
إخوتي وفيهم عبق دفئك وفيض حنانك.
أحفادك... وأكبرهم وهو يجول تارة بين أشيائك وأخرى مع ذكرياته المحببة معك وفي كل مرة تسبق جولته، تساؤله «خالتي هل تذكرين..؟»، وأنّى للنسيان أن يتجرأ ليمس أغلى ذكرياتي.
وأرى ضحكتك تدندن في أذني على فم صغيرهم، يقلدك ببراءة الأطفال ودلالهم، وبلكنته المحببة وهو يصرخ بأعلى صوته وعيونه إلى السماء، «مكان وجودك»، آملاً أن يصلك صوته «جدو وجيه اشتقتلك كتير».
وأحسست بمحبتك تتخايل على خطوط ملونة، مشرقة، سطرتها يد حفيدك على لوحة أرفقها برسالة، «منحبك جدو وجيه»، وبعبث سنواته الست، يدور بيننا ناشداً المساعدة ليضعها على نعشك دون أن يبعدها الهواء، وسؤال خافت بعدها يحمل كل الثقة، «بيكون جدو وجيه شافها وقراها».
وعلى وجه أصغرهم رأيت شوق انتظارك له دون أن يمهلك الزمن أن تراه، واسمه «علي» الذي اخترته له، وفيه الكثير من تمنياتك أن يحمل بعضاً من صفات صاحبه العظيم.
أبي.. هل تدري كم مرة استحضرت فيها ذكرياتي معك؟ كم هي عزيزة وغالية. وهل تدري أنه في كل مرة كنت أراها بشكل مختلف؟ ومع الأيام لم تعد مجرد أحداث مرت وإنما مفاتيح لأمور أدركتها الآن بطريقة مختلفة.
معها أدركت أن تفانيك في خدمة الآخرين، في التعاطي مع مشاكلهم، إحساسك المرهف بآلامهم كان ثمناً لذكرى طيبة لن يمحوها الزمن. وأدركت أن صبرك وجهدك الطويل لإنجاز ما تركته لنا من علم ومعرفة هو الذي سيبقى على مر الأيام.
أدركت أنني وحولي الكثير ممن أحبوك، من عائلتك وأصدقائك وكل من عرفك في حياتك سواء شخصيا أم من خلال كتبك، سنظل ننشد عبق ذكراك، وعلى أعتاب إرثك الثقافي سيقف الكثير ممن سيطرق الباب ناشداً المعرفة أو العون لتكملة طريق طويلة في البحث عنها.
وبعيداً عن الجميع، ستبقى لي مساحة خاصة ولو ضيقة، مساحة لابنة ستبقى العمر كله تناجي أباها لتقول له، وفي كل مرة، كم تحبه، ليس فقط كابنة تحب أباها، وما أكبره من حب، ولكن كإنسانة واعية تشكر مقدارها أنها كانت من صلبه.
الأربعاء أبريل 06, 2011 1:05 pm من طرف ahmad
» لا تبتسم اضحك
الجمعة مارس 25, 2011 10:38 am من طرف ahmad
» فديو مضخك مقلب
الأحد فبراير 20, 2011 11:19 am من طرف ahmad
» فدبو مضحك احلا كف
الأحد فبراير 20, 2011 11:07 am من طرف ahmad
» فدبو مضحك احلا كف
الأحد فبراير 20, 2011 11:06 am من طرف ahmad
» نزار جديد يحقق 13 نموذجاً صناعياً قابلاً للاستثمار من مخلفات الستيربور...الأوراق الأمنية بإضافات ابتكارية محلية
الأربعاء فبراير 09, 2011 1:20 pm من طرف ahmad
» 147 شركة و313 خبيراً في معرض التقنيات المتقدمة الإيرانية
الأربعاء فبراير 09, 2011 1:17 pm من طرف ahmad
» مجموعة من صور الموبايل
الخميس يناير 20, 2011 2:32 pm من طرف ahmad
» أجمل صور القدموسسسسس
الأربعاء يناير 19, 2011 3:15 pm من طرف ahmad